معجزاته (ع)

flower 12

    

عن يحيى بن اُم الطويل قال : كنّا عند الحسين (ع) إذ دخل عليه شاب يبكي، فقال له الحسين (ع) : ما يبكيك ؟ قال : إنّ والدتي توفيت في هذه الساعة ولم توص ِ ولها مال وكانت قد أمرتني أن لا اُحدث في أمرها شيئاً حتى اُعلمك خبرها. فقال الحسين (ع) : قوموا حتى نصير إلى هذه الحرّة. فقمنا معه حتى انتهينا إلى باب البيت الذي توفّيت فيه المرأة مسجّاة.

فاشرف على البيت ودعا الله ليحييها حتى توصي بما تحبّ من وصيّتها، فأحياها الله وإذا المرأة جلست وهي تتشهد، ثم نظرت إلى الحسين (ع) فقالت : ادخل البيت يامولاي ومرني بأمرك، فدخل وجلس على مخدّة ثم قال لها : وصّي يرحمك الله. فقالت : يابن رسول الله لي من المال كذا وكذا في مكان كذا وكذا فقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك، والثلثان لابني هذا إن علمت أنّه من مواليك وأوليائك، وإن كان مخالفاً فخذه إليك فلا حقّ للمخالفين في أموال المؤمنين، ثمّ سألته أن يصلّي عليها وأن يتولّى أمرها، ثمّ صارت المرأة ميتة كما كانت[1] .

وعن الصادق (ع) عن آبائه (ع) قال : «إذا أراد الحسين (ع) أن ينفذ غلمانه في بعض اُموره قال لهم : لا تخرجوا يوم كذا، اخرجوا يوم كذا، فإنّكُم إن خالفتموني قُطع عليكم، فخالفوه مرّة وخرجوا فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم، واتّصل الخبر إلى الحسين (ع) فقال : لقد حذّرتهم، فلم يقبلوا منّي.

ثم قام من ساعته ودخل على الوالي، فقال الوالي : بلغني قتل غلمانك فآجرك الله فيهم. فقال الحسين (ع) : فإنّي أدلّك على من قتلهم فاشدد يدك بهم، قال : أوتعرفهم يابن رسول الله ؟ قال : نعم كما أعرفك، و هذا منهم. فأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي. فقال الرجل : ومن أين قصدتني بهذا ؟ ومن أين تعرف انّي منهم ؟ فقال له الحسين (ع) : إن أنا صدّقتك تصدّقني ؟ قال : نعم، والله لاصدّقنّك. فقال : خرجت ومعك فلان وفلان وذكرهم كلّهم، فمنهم أربعة من موالي المدينة والباقي من جيشان المدينة. فقال الوالي : وربّ القبر والمنبر لتصدّقني أو لأهرقنّ لحمك بالسياط. فقال الرجل : والله ما كذب الحسين وقد صدق، و كأنّه كان معنا. فجمعهم الوالي جميعاً، فأقرّوا جميعاً فضرب أعناقهم»[2]

      

المصدر: سایت السبطین

   

[1] بحار الأنوار 44: 180/3.

[2] بحار الأنوار 44: 181/5.

logo test

اتصل بنا