مواعظه (ع)

flower 12

    

كان الإمام الحسين (ع) كثيراً ما يذكّر أصحابه ومَن حوله بالآخرة ويبيّن لهم حقيقة وحدود قدرة الإنسان في الحياة الدنيا، فعن الصادق عن أبيه عن جدّه (ع) قال: سُئل الحسين بن علي (ع) فقيل له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟ قال : « أصبحت ولي ربٌّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، لا أجدُ ما اُحبُّ، ولا أدفع ما أكره، والاُمور بيد غيري، فإن شاء عذبني وإن شاء عفا عنّي، فأيّ فقير أفقر منّي ؟! » [1] .

ومن موعظة اُخرى له لرجل عاص ٍ ينهاه عن المعصية : « افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت، فأوّل ذلك : لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت، والثاني : اخرج من ولاية الله واذنب ما شئت، والثالث : اطلب موضعاً لا يراك الله واذنب ما شئت، والرابع : إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ما شئت، والخامس : إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار واذنب ما شئت»[2] .

وعن الصادق (ع) أنّ رجلا ً من أهل الكوفة كتب إلى الحسين (ع) : يا سيّدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة . فكتب (ع) : «  بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فإنّ من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله اُمور الناس ، ومَن طلب رضا الناس بسخط الله وكّله الله إلى الناس والسلام»[3] .

وقال الإمام الحسين (ع) لعبد الله بن العباس وهو يعظه : « لا تتكلمنّ فيما لا يعنيك فإنّي أخاف عليك الوزر، ولا تتكلّمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فربّ متكلّم قد تكلّم بالحق فعيب، ولا تـُماريَنّ حليماً ولا سفيهاً، فإنّ الحليم يقليك، والسفيه يؤذيك، ولا تقولنّ في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلاّ ما تحبّ أن يقول فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل رجل يعلم أنّه ماخوذ بالإجرام، مجزيٌّ بالإحسان والسلام »[4]

      

المصدر: کتاب موسوعة كلمات الإمام الحسين

   

[1] بحار الأنوار 75: 116/1.

[2] بحار الأنوار 75: 126/7.

[3] بحار الأنوار 75: 126/8.

[4] بحار الأنوار 75: 127/10.

logo test

اتصل بنا