ما ورد بشأن ولادته (عج)

flower 12

    

إن الأرض لا تخلو من حجّة لله على عباده وشاء الله أن يكمِّل مسيرة حجُجه على خلقهِ بآخر الائمة (الحُجّة المنتظر) لحاجة الناس إليه بعد أن استشرى الظلم والجور ، فتكون الناس بحاجة إلى مُصلح يخرجها من جور الظالمين إلى نهج الإسلام الذي جاء به سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله).

ولشدَّة جور الطغاة العباسيّين أخفى الله نبأ حملهِ وولادته، وهي من المعاجز التي رافقت الإمام ، وفيه شَبَهٌ لظروف النبي موسى (عليه السلام) أبان غطرسة فرعون وظلمه.

فقد روى المؤرخون أنّ الإمام الحسن العسكري ـ والد الحُجّة ـ دعا عمّته السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) وهي من العلويات العابدات وقال لها:

يا عمّة إجعلي إفطارك هذه الليلة عندي، فإن الله عزّ وجلّ سَيَسُرِّكِ بِوليِّهِ وحُجّته على خلقه وخليفتي مِن بعدي.

وغمَرت السيدة حكيمة موجات الفرح والسرور وقالت له جُعلتُ فِداك ياسيدي: ممن الخلف؟ فأجابها الإمام العسكري (عليه السلام): «مِن سوسن».

فنظرت السيدة حكيمة إلى سوسن فلم ترَ عليها أثرَ الحمل ، فقالت للإمام: أنها غير حامل، فتبسّم الإمام (عليه السلام) وقال لها: «إذا كان وقت الفجر يظهر لك حملها ، فإن مثلها مثل اُمّ موسى لم يَظهَر عليها الحمل ولم يعلم بها أحدٌ إلى وقت الولادة لأن فرعون كان يشقُّ بطون النساء الحوامل يطلب قتل موسى، وهذا نظير موسى». وبعدَ صلاتيّ المغرب والعشاء رقدت السيدةُ حكيمة إلى جنب السيدة سوسن ثم استيقظتا لصلاة الليل . وأحسّت السيدة سوسن بالطلق وأخبرت السيدة حكيمة بأنّها تحسُّ بشيءٍ مُفزِع فأجابتها السيدة حكيمة لا خوف عليك إن شاء الله. ولم يمضِ قليل مَن الوقت حتى وضعت وليدها العظيم. وملأ الفرح والبهجة بيت الإمام العسكري وحملت السيدة حكيمة الوليد العظيم إلى أبيه العسكري وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعيّة فكان أول صوت طرق سمعه قول أبيه (الله أكبر).

ونطق الوليد المبارك كما نطق عيسى بن مريم بالآية الكريمة : )وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ _ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ[1](

ثم قال الإمام العسكري (عليه السلام) بشأن وليده المبارك: «أستودُعُكَ الذي استودع أم موسى ، كن في دِعِة الله وستره وكنفه وجواره».

ثم أخبر الإمام العسكري عمّته قائلاً لها: «يا عمّه رُدِّيه إلى أمّهِ كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أنَّ وعدَ الله حقًّ ولكن أكثر الناس لا يعلمون واكتمي خبره ولا تخبري به أحداً حتى يبلغ الكتاب أجله»[2].

فتباشرت الشيعة بعد أن عقّ الإمام عنه وأوصى صاحبهُ إبراهيم أن يطعم شيعته، ومن الذين بشّروا به حمزة بن أبي الفتح.


 

[1] ص 268/ قبسات من سيرة القادة الهُداة.

[2] ج51 ص 18 و19 بحار الأنوار : للشيخ المجلسي.

 

 

    المصدر:سایت السبطین

logo test

اتصل بنا