النصّ على إمامته (عليه السلام)

flower 12

    

لقد كان أمر إمامة الإمام الصادق (عليه السلام) بعد شهادة والده الإمام الباقر (عليه السلام) ـ واضحاً جليّاً بسبب النصوص الكثيرة التي صدرت عن الإمام الباقر (عليه السلام) في إمامة ولده الصادق (عليه السلام).

فكان يشير إلى إمامته ويدلّ أصحابه عليه وهو لا يزال صبيّاً. فعن محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إذ دخل جعفر إبنه وعلى راسه ذؤابة وفي يده عصا يلعب بها ، فأخذه الباقر (عليه السلام) وضمّه إليه ضمّاً، ثم قال: «بأبي أنت واُمّي لا تلهو ولا تلعب ، ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي فاقتدي به واقتبس من علمه، والله إنّه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّ شيعته منصورون في الدنيا والآخرة، وأعداءه ملعونون على لسان كل نبيّ. فضحك جعفر (عليه السلام) واحمرّ وجهه فالتفت إليّ أبو جعفر وقال لي: سله. قلت له: يا ابن رسول الله من أين الضحك؟ قال: يا محمد العقل من القلب، والحزن من الكبد، والنفس من الرئة، والضحك من الطحال، فقمت وقبّلت رأسه» [1].

وقد عمد الإمام الباقر (عليه السلام) إلى توثيق إمامة ولده الصادق (عليه السلام) عن طريقة كتابة الوصيّة له بحضور أربعة شهود من وجهاء المدينة، فقد روى عبد الأعلى مولى آل سام عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إنّ أبي استودعني ماهناك ، فلمّا حضرته الوفاة قال: ادع لي شهوداً ، فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال: اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفّنه في بُرده الذي كان يصلّي فيه يوم الجمعة، وأن يعمّمه ، وأن يربّع قبره، ويرفعه أربعة أصابع، وأن يحلّ عنه أطماره عند دفنه. ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله.

فقلت له: يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه ؟!

فقال : يابُني كرهت أن تُغلب وأن يُقال لم يوص إليه، وأردت أن تكون لك الحجّة» [2].

وغير ذلك من النصوص الكثيرة الدالّة تصريحاً وتلميحاً على إمامته (عليه السلام).

 

  المصدر:سایت السبطین

 

[1] ـ بحار الأنوار 47: 15/ 12.

[2] ـ بحار الأنوار 47: 13/ 92. والآية في سورة البقرة: 132.

logo test

اتصل بنا