أسماء الائمة من خلال النصوص الشريفة

flower 12
 
 

ولم يكتف رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بذكر أوصيائه أئمة الهدى بعده بصيغة إجمالية ، وإنما أتم الحجة على الامة بذكر أسمائهم صراحة في مناسبة وأخرى ، وفي الاحاديث القدسية وأحاديث النبي(صلى الله عليه وآله)نصوص صريحة كثيرة ، تصرّح بأسماء الاوصياء بعد النبي(صلى الله عليه وآله)أجمعين نورد منها ما يلي : 
1 ـ أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني بأسناده إلى مجاهد إلى ابن عباس (والحديث طويل نأخذ منه موضع الحاجة) . قال يهودي في حوار له مع رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : «فأخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلاّ وله وصي ، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون . 
فقال(صلى الله عليه وآله) : إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي : الحسن والحسين ، تتلوهم تسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار . 
قال : يا محمد فسمهم لي . 
قال(صلى الله عليه وآله) : إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى فابنه محمد ، فإذا مضى فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن ، فإذا مضى الحسن فبعده ابنه الحجة بن الحسن بن علي ، فهذه اثنا عشر إماماً عدد نقباء بني إسرائيل»( 1 ) . 
2 ـ حدث الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي بأسناده إلى النبي(صلى الله عليه وآله) عن عبد اللّه بن العباس قال : «دخلت على النبي(صلى الله عليه وآله) والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول : اللّهم والِ من والاهما وعادِ من عاداهما ، ثم قال : يا ابن عباس ، كأني به وقد خضبت شيبته من دمه يدعو فلا يجاب ويستنص فلا يُنصر . 
قلت : فمن يفعل يا رسول اللّه ؟ 
قال : شرار أمتي ، مالهم لا أنالهم اللّه شفاعتي ، ثم قال : يا ابن عباس ، من زاره عارفاً بحقه كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، ألا ومن زاره فكأنما زارني ، ومن زارني فكأنما زار اللّه ، وحق الزائر على اللّه أن لا يعذبه بالنار ، ألا وإن الاجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته والائمة من ولده . 
قلت : يا رسول اللّه ، فكم الائمة بعدك ؟ 
قال : بعدد حواري عيسى ، وأسباط موسى ، ونقباء بني إسرائيل . 
قلت : يا رسول اللّه ، فكم كانوا ؟ 
قال : كانوا اثني عشر ، أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده سبطاي الحسن والحسين ، فإذا انقضى الحسين فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر ، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى ، فإذا انقضى موسى فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه الحسن ، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجة . 
قال ابن عباس : فقلت : يا رسول اللّه ، أسامي لم أسمع بهن قط ، قال لي : يا ابن عباس ، هم الائمة بعدي ، وإن قهروا ، اُمناء معصومون ، نجباء ، أخيار ، يا ابن عباس ، من أتى يوم القيامة عارفاً بحقهم أخذت بيده ، فأدخلته الجنة ، يا ابن عباس ، من أنكرهم أو ردّ واحداً منهم ، فكأنما قد أنكرني ، وردني ، ومن أنكرني ، وردني ، فكأنما أنكر اللّه ، ورده . 
يا ابن عباس ، سوف يأخذ الناس يميناً وشمالاً ، فإذا كان كذلك فاتبع علياً وحزبه ، فإنه مع الحق والحق معه ، ولا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض ، يا ابن عباس ، ولايتهم ولايتي ، وولايتي ولاية اللّه ، وحربهم حربي وحربي حرب اللّه ، وسلمهم سلمي وسلمي سلم اللّه . 
ثم قال(صلى الله عليه وآله) : (يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواهم ويأبى اللّه إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون)»( 2 ) . 
3 ـ عن واثلة بن الاصقع بن قرحاب عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : «دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)(الحديث طويل نأخذ منه موضع الحاجة) ثم قال : أخبرني يا رسول اللّه عن أوصيائك من بعدك لاتمسك بهم ، قال : أوصيائي الاثنا عشر » ؟ 
قال جندل : هكذا وجدناهم في التوراة ، وقال : يارسول اللّه ، سمِّهم لي فقال : أولهم سيد الاصياء أبو الائمة علي ، ثم ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين ، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي اللّه عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه» فقال جندل : وجدنا في التوراة وفي كتب الانبياء(عليهم السلام) إيليا وشبراً وشبيراً فهذه اسم علي والحسن والحسين ، فمن بعد الحسين وما أساميهم ؟ قال : «إذا انقضت مدة الحسين فالامام ابنه علي ويلقب بزين العابدين ، فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر ، فبعده ابنه جعفر يدعى الصادق ، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي ، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة ، فيغيب ، ثم يخرج ، فإذا خرج يملا الارض قسطاً ، وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبتهم ، اُولئك الذين وصفهم اللّه في كتابه ، وقال : (هدىً للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب) ثم قال تعالى : (اُولئك حزب اللّه ألا إن حزب اللّه هم الغالبون) فقال جندل : الحمد للّه الذي وفقني لمعرفتهم»( 3 ) . 
4 ـ أخرج الموفق بن أحمد المكي الحنفي أخطب خوارزم بأسناده ، قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : «أنا واردكم على الحوض ، وأنت يا علي الساقي ، والحسن الذائد والحسين الامر ، وعلي بن الحسين الفارط ، ومحمد بن علي الناشر ، وجعفر بن محمد السائق ، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين ، وعلي بن موسى مزين المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة درجاتهم ، وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين ، والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به ، والمهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلاّ لمن يشاء ويرضى»( 4 ) . 
5 ـ روى الحر العاملي بأسناده ، والكليني في الكافي والشيخ الصدوق في عيون الاخبار والشيخ الطوسي في مجالسه ، وغيرهم ما يلي ، واللفظ للكليني الرازي محمد بن يعقوب(رحمه الله) بسنده عن أبي عبد اللّه الصادق(عليه السلام) قال : «قال أبي لجابر بن عبد اللّه الانصاري : إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك اسألك عنها ؟ قال له جابر : أي الاوقات أحببت ، فخلا به في بعض الايام ، فقال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد اُمي فاطمة بنت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، وما أخبرتك به اُمي أنه في ذلك اللوح مكتوب ، فقال جابر : أشهد باللّه أني دخلت على اُمك فاطمة بنت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، فهنيتها بولادة الحسين(عليه السلام) ، ورأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس ، فقلت : بأبي وأمي يابنت رسول اللّه ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداه اللّه إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، وفيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الاوصياء من ولدي ، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك . قال جابر : فأعطتنيه اُمك فاطمة ، فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ ؟ فمشى معه أبي إلى منزل جابر ، فأخرج صحيفة من رق ، فقال : ياجابر ، انظر في كتابك ، لاقرأ عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي ، فما خالف حرف حرفاً ، فقال جابر : أشهد أني هكذا رأيته في اللوح مكتوب : 
بسم اللّه الرحمن الرحيم 
هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نبيه ، ونوره ، وسفيره ، وحجابه ، ودليله ، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين : عظّم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا اللّه لا إله إلاّ أنا قاصم الجبارين ، ومديل المظلومين ، وديان الدين ، إني أنا اللّه لا إله إلاّ أنا ، فمن رجا غير فضلي ، أو خاف غير عدلي عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، فإياي فأعبد ، وعليَّ فتوكل ، إني لم أبعث نبياً ، فأكملت أيامه ، وانقضت مدته إلاّ جعلت له وصياً ، فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسيناً خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، وحجتي البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين ، وابنه شبه جده المحمود ، محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد عليَّ ، حق القول مني لاكرمنَّ مثوى جعفر ، ولاسرنَّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت بعده موسى ، واُتيحت بعده فتنة عمياء حندس ، لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى ، وإن أوليائي يسقون بالكأس الاوفى ، من جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليَّ ، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى ، عبدي وحبيبي وخيرتي في علي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح( 5 ) إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لاسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه ، فهو معدن علمي وموضع سري وحجتي على خلقي ، لا يؤمن عبد به إلاّ جعلت الجنة مثواه ، وشفّعته في سبعين من أهل بيته ، كلهم قد استوجبوا النار ، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد على خلقي واميني على وحيي ، اُخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، واُكمل ذلك بابنه «م ح م د» رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى وصبر أيوب ، فيذل أوليائي في زمانه ، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ، ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الارض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنة في نسائهم ، اُولئك أوليائي حقاً ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الاصار والاغلال ، اُولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واُولئك هم المهتدون . 
قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك ، إلاّ هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلاّ عن أهله»( 6 ) . 
هذا ، ومن الجدير ذكره أنه رغم ادعاء البعض أن بعضاً من هذه الاحاديث ضعيف سنداً ، فإن صحة البعض الاخر وسلامته متناً وسنداً ، وكثرة هذه الاحاديث وروايتها بأسانيد شتى ، يقوي بعضها بعضاً ولا يخدش في متانة حجتها على العباد أبداً ، وهذا منطق علماء الرواية . 
ومن المناسب هنا أن نذكر أسماء أوصياء النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله) واحداً بعد الاخر : 
1 ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي . 
2 ـ سبط النبي الحسن بن علي بن أبي طالب . 
3 ـ سبط النبي الحسين بن علي بن أبي طالب . 
4 ـ علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بزين العابدين . 
5 ـ محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالباقر. 
6 ـ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالصادق . 
7 ـ موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالكاظم . 
8 ـ علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالرضا . 
9 ـ محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالجواد . 
10 ـ علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالهادي . 
11 ـ الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالعسكري . 
12 ـ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالمهدي وهو إمام وقتنا هذا . 

   

المصدر:  سایت منتدی الوارث

      

_________________________________________
(1) كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر للشيخ ابي القاسم علي بن محمد الخزاز القمي الرازي من علماء القرن الرابع ص 13 ـ 14 طـ قم، كما رواه الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن مجاهد عن ابن عباس ص 440 ـ 441. 
(2) كفاية الاثر للشيخ أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي من علماء القرن الرابع ص 16 ـ 19. سورة التوبة: 32 . 
(3) ينابيع المودة للحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (1220 ـ 1294 هـ) ص 442 ـ 443. 
(4) مقتل الحسين للخوارزمي أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم ت 568 ج 1 وج 2 ص 94 طـ قم، وأورده السيد بن طاووس الحلي في طرائفه ص 174. 
(5) هو ذو القرنين لان طوس من بنائه كما صرح به في رواية النعماني لهذا الخبر. 
(6) الاُصول من الكافي لثقة الاسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي 1:527 ـ 528، ورواه الحر العاملي في الجواهر السنية : 201 ـ 204، ورواه الشيخ الصدوق بأسناده في عيون أخبار الرضا بطرق عديدة: 40 ـ 69، وغيرهم. 

logo test

اتصل بنا