كيف تغيرت حياة النساء في أفغانستان منذ عودة طالبان؟

على الرغم من التأكيدات السابقة بأنهم لن يستغلوا مناصبهم أو يحرموا النساء من حقوقهن وسط مخاوف من ارتفاع درجة التشدد في تطبيقات الدين الإسلامي في البلاد، فإنه خلال أكثر من عام على حكم طالبان لأفغانستان، بات هناك تراجع مقلق للحقوق الأساسية للمرأة وصل آخرها إلى قرار بحظر التعليم الجامعي للفتيات قبل أسبوع واحد من نهاية عام 2022.

كيف تغيرت حياة النساء في أفغانستان منذ عودة طالبان؟

ومع أنهم يبررون بأن قواعدهم تتماشى مع تفسيرهم للإسلام، إلا أن أفغانستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم اليوم التي تحظر تعليم الفتيات. فيما يلي نستعرض كيف تغيرت شكل حياة النساء في افغانستان منذ عودة طالبان إلى سدة الحُكم.

أغسطس من عام 2021: عودة طالبان للحُكم

عاد تنظيم طالبان إلى السلطة في كابول بحلول 15 من أغسطس/آب خلال خروج فوضوي نهائي للقوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة، منهيةً حرباً استمرت 20 عاماً من الفوضى والخسارة المتبادلة في الأرواح، وعجَّلت بانهيار حكومة الرئيس أشرف غني المدعومة من الدول الغربية.

وتُعد الجماعة المتشددة اليوم أكثر تهاوناً وانتفاحاً، بالرغم من المخاوف والتضييقات والانتقادات الدولية، عما كانت عليه خلال فترتها الأولى السابقة لها في السلطة، التي امتدت من عام 1996 إلى عام 2001، حيث قالت إنها ستحترم حقوق الإنسان، بما في ذلك حريات المرأة.

منذ عودتها إلى السلطة مجدداً، فرضت حركة طالبان قيوداً على وصول المرأة إلى التعليم والتوظيف والموارد الاقتصادية الأخرى، وقيدت بشدة حركة المرأة بشكل عام. تم إدخال هذه القيود من خلال المراسيم والأوامر والقرارات الرسمية على المستويين الوطني والمحلي.

وفي حين أن المشهد قبل استيلاء طالبان على السلطة كان متبايناً، فقد صنف تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أفغانستان في المرتبة 146 من أصل 146 من حيث التحصيل التعليمي للمرأة وقدرتها على المشاركة الاقتصادية والفرص.

وفقاً لتقرير الأمم المتحدة للمرأة، في الممارسة العملية، غالباً ما تتجاوز القيود المفروضة على حرية حركة المرأة ما هو منصوص عليه في المراسيم، بسبب ثقافة الخوف والترهيب المرتبطة بحركة طالبان.

وفور سيطرتها على البلاد، أمرت طالبان النساء العاملات في الحكومة بالبقاء في المنزل. كما ظلت الجامعات مغلقة لعدة أشهر، ولا تزال الفتيات في معظم المناطق غير قادرات على الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس بسبب حظر التعليم الثانوي.

وبحسب مؤسسة Institution For Peace ة الأمريكية، تضمنت إعادة تنظيم طالبان للحكم إلغاء وزارة شؤون المرأة واستبدالها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت وزارة قمعية سيئة السمعة خلال حكم طالبان السابق في التسعينيات.

وسرعان ما أدخلت الوزارة مزيداً من القيود على التنقل، والوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية، من خلال اشتراط أن تكون المرأة برفقة ذكر من “أولياء أمورها أو محارمها” عند مغادرة منزلها.

كما لم يعد من الممكن إصدار رخصة قيادة للسيدات، وتمت الاستعاضة عن الموظفات السيدات في الوزارات والمناصب الحكومية المختلفة بالرجال.

القرارات التي قيّدت الأفغانستانيات تدريجياً

  1. سبتمبر/أيلول عام 2021: الفصل بين الجنسين. أعلنت حركة طالبان بعد شهر واحد من الوصول للحُكم في 12 سبتمبر/أيلول أنه يمكن للنساء الالتحاق بالجامعات في مداخل وفصول دراسية يتم الفصل فيها بين الجنسين، لكن لا يمكن تعليمهن إلا من قبل أساتذة من نفس الجنس أو رجال مسنين. وتشمل القيود الأخرى ارتداء الحجاب كجزء من قواعد اللباس الإلزامية.
  2. مارس/آذار 2022: منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة الثانوية. في 23 مارس/آذار، كان من المفترض إعادة فتح مدارس البنات الثانوية، لكن طالبان ألغت التوجيه بالكامل، وعاد عشرات الآلاف من المراهقات وأمرن بالبقاء في المنزل.
  3. مايو/أيار 2022: البقاء في المنزل. أمر المرشد الأعلى لحركة طالبان، هبة الله آخوندزاده، النساء في 7 مايو/أيار بتغطية أنفسهن بالحجاب الإجباري الكامل، بما في ذلك وجوههن وأطرافهن، عند التواجد في الأماكن العامة، كما أُمرن بالبقاء في المنزل بشكل عام. كذلك مُنعت النساء من السفر بدون مرافقة رجل من أقربائها أو محارمها.
  4. نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022: حرمان النساء من المتنزهات العامة. بحلول منتصف هذا الشهر أيضاً تم حظر النساء من دخول المنتزهات والمعارض والصالات الرياضية والحمامات العامة، وجاء في تبرير القرار أنه يعود لعدم احتشام السيدات والتزامهن باللباس الإسلامي، على الرغم من أن البرقع بات إجبارياً على النساء، خاصة في العاصمة كابول.
  5. ديسمبر/كانون الأول عام 2022 وقرار حظر التعليم العالي. قام حراس مسلحون بمنع مئات الشابات من دخول الجامعات، في 21 ديسمبر/كانون الأول، بعد يوم من تصريح مقتضب من وزير التعليم العالي الأفغاني ندا محمد نديم، أمر فيه “بتعليق تعليم الفتيات حتى إشعار آخر”

حريات المرأة الأفغانية.. تأثير صادم

من جانبها، تقول منظمة الأمم المتحدة إنه على مدار أكثر من عام، تصاعدت انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات بشكل مطرد في أفغانستان.

وعلى الرغم من الوعود الأولية بالسماح للنساء بممارسة حقوقهن بموجب الشريعة الإسلامية، بما في ذلك الحق في العمل والدراسة، فقد استبعدت طالبان النساء والفتيات من الحياة العامة بشكل منهجي.

لذلك تدعو جماعات حقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد طالبان لحماية النساء والفتيات في أفغانستان.

عربی بوست

المصدر: شفقنا

logo test

اتصل بنا