الشيعة الأفغان يتحدون طالبان ويقيمون الشعائر الحسينية

شددت مجموعة طالبان في الأيام التي سبقت يومي تاسوعاء وعاشوراء، إجراءاتها وتعاملها العنيف مع الشيعة الأفغان والمعزين في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وتمادت في قيودها التي وضعتها لإقامة مراسم العزاء الحسيني.

الشيعة الأفغان يتحدون طالبان ويقيمون الشعائر الحسينية

وذكر موقع شفقنا العراق في تقرير نقلاً عن شفقنا أفغانستان، انه تم خلال الأيام الأخيرة تسجيل حالات مختلفة من تعامل طالبان بعنف مع المعزين الحسينيين بالعاصمة الأفغانية كابل.

وأبلغت مصادر محلية مراسل شفقنا أن طالبان داهمت يوم الثلاثاء موكبا للعزاء الحسيني غربي كابل واعتدت بالضرب على عدد منهم.

وأضافت المصادر أن المعزين في هذه المنطقة أقاموا بمناسبة اليوم السابع من محرم ووفقا لتقاليد العزاء السنوية، مراسم “رفع العلم”، لكنهم تعرضوا لهجوم من عناصر طالبان التي قامت بتفريق المعزين بضربهم بالسياط وفض مراسمهم.

وتم تداول العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر جانبا من التعامل القسري والعنيف لقوات طالبان مع المشاركين في العزاء الحسيني.

وفي إحدى الحالات هاجمت طالبان، مطبخا لموكب حسيني يُعدّ الطعام للمعزين، واعتدت بالضرب على الجماهير. وفي حالة أخرى، أوقفت عناصر طالبان دراجات نارية تقل المعزين الحسينيين ورُكّبت عليها أعلام الحداد، وانهالت بالضرب على المعزين بالسياط.

ومنذ بدء عشرة محرم الأولى ولحد الان، تم تسجيل حالات عديدة من التعامل المتسم بالعنف لطالبان مع الشيعة في مناطق مختلفة من أفغانستان بما فيها العاصمة كابل.

وقد وضعت طالبان في محرم هذا العام، قيودا غير مسبوقة على مراسم العزاء الحسيني، ولم تسمح لأكثر من نصف من مساجد وحسينيات مدينة كابل، باقامة الشعائر الحسينية بمناسبة شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع).

ومنعت مجموعة طالبان نصب أعلام ورايات العزاء وحضور المعزين على مستوى المدن، وهي تطبق هذه القيود والحظر من خلال الاعتداء بالضرب على الناس.

الشيعة الأفغان: نحن أتباع الحسين ولا نرضخ للظلم

أما شيعة أفغانستان، فقد اعتبروا القيود التي وضعتها طالبان على مراسم العزاء الحسيني في العشرة الأولى من محرم وإجراءاتها العنيفة بانها “ظلم سافر”.

ووصف عدد من المعزين الحسينيين بمدينة كابل في حديث مع مراسل شفقنا، التعاطي العنيف لطالبان مع المعزين الحسينيين ووضعها قيودا على إقامة الشعائر الحسينية بـ “التمييز المذهبي” و “خرق الحريات الدينية.”

ويؤكدون أن أتباع الإمام الحسين (ع) قد تعلموا في مدرسة عاشوراء ألا يرضخوا للظلم، مثلما أنهم لم ولن يرضخوا للظلم أبدا.

وقال محمد إبراهيمي أحد المشاركين في مراسم العزاء الحسيني لمراسل شفقنا أن “الرسالة الرئيسية لعاشوراء ونهضة الإمام الحسين (ع) هي مكافحة الظلم والاستبداد وعدم الخنوع للظلم والجور.”

وأضاف: “إننا بوصفنا أتباع الإمام الحسين (ع) نواجه اليوم عسف واستبداد حكامنا الجائرين، لكننا لا نرضخ ولا نخنع أبدا لهذا الظلم.”

كما قال جواد حسيني، أحد المعزين الاخرين، لمراسل شفقنا “لقد تعلمنا درس الحرية في مدرسة كربلاء، وشعارنا الرئيسي هو: هيهات منا الذلة.”

وأضاف: “إن طالبان غير قادرة من خلال السياط والعنف على إخراج حب الحسين من قلوب هؤلاء الناس، وهي عاجزة عن قمع مشاعرهم الدينية، ولا أحد تمكن في تاريخ أفغانستان من ذلك، وهؤلاء لن يفلحوا أيضا.”

يجب احترام الحريات الدينية

ووصف عدد من المواطنين والسياسيين الأفغان في معرضهم حديثهم عن سلوكيات وإجراءات مجموعة طالبان القاسية والعنيفة مع المعزين الحسينيين، هذه المجموعة بانها “يزيد زمانها.”

ويقولون أن احترام الحريات الدينية هو “مبدأ” لا بد من التقيد به بما في ذلك احترام الحريات الدينية للشيعة وأتباع سائر المذاهب في أفغانستان.

واستنكر محمد علي كريمي وهو أستاذ جامعي، التعامل العنيف لطالبان مع المشاركين في الشعائر الحسينية وقال: “يجب التركيز على مبدأ الحرية. فالانسان حر في اختيار معتقده ومذهبه.”

وأشار إلى مقطع فيديو عن العنف الذي تمارسه طالبان ضد المعزين الحسينيين قائلا: “إن هذا الفيديو يظهر طالبان وهي تقمع حرية المعتقد. يجب الاحتجاج عليه.”

وتعلقيا على أعمال العنف التي ترتكبها طالبان ضد المعزين الحسينيين في كابل كتب الدكتور أحمد سرمست وهو شخصية ثقافية مرموقة في أفغانستان: “أن طالبان اليزيديين ومن خلال وضعهم القيود على مراسم محرم وخرق الحقوق الدينية للشيعة وممارسة الاضطهاد ضد هذا المكون الكبير والمهم من الشعب، تمهد لزوالها مبكرا.”

وكتب مرسل أحمدي أحد المواطنين الأفغان: “إن طالبان برهنت أنها لا تحترم أي دين ومذهب. فالشيعة وحدهم لا يقيمون مراسم العزاء في محرم، بل أن السنة يشاركونهم أيضا في هذه المراسم.”

المصدر: شفقنا

 

logo test

اتصل بنا