مرجعية أهل البيت(ع) في القرآن الكريم - آية الصلاة على النبي (ص)

flower 12

قال الله سبحانه وتعالى: )إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً(([1]).

اختلـف فـي معنـى الصلاة من الله تعالى وملائكته (ع) على نبيه (ص)على أقوال، فقيل: هي منه عزّ وجلّ ثناؤه عليه عند ملائكته وتعظيمه... وتعظيمه تعالى إياه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء العمل بشريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وإجزال أجره ومثوبته، وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتقديمه على المقربين الشهود كافة، وتفسيرها بذلك لا ينافي غيره كالآل والأصحاب لأن تعظيم كل أحد بحسب ما يليق به...

أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والإمام أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال: قال رجل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد علمناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: ((قل اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد))([2]).

وأخرج الإمام أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن أبي سعيد الخدري، قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك قد علمنا، فكيف الصلاة عليك؟ قال: ((قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم)).

وأخرج النسائي وغيره عن أبي هريرة، انّهم سألوا رسول
 الله (ص): كيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم))([3]).

وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال: خطبنا بفارس فقال: )إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( قال: أنبأني من سمع ابن عباس يقول: هكذا أنزل، فقالوا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، انك حميد مجيد، وارحم محمداً وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، انك حميد مجيد))([4]).

وأخرج ابن جرير عن إبراهيم، قالوا: يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال: ((قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد))([5]).

عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: )إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( فقال: الصلاة من الله عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء.

فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله؟ قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.

وبعد ان ذكر عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الصلاة على النبي وآله(ص) قال: ((وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات أوجبه كثير من العلماء في الصلاة))([6]).

والصلاة مع ذكر آل النبي(ص) وردت في صيغ متعددة رواها أصحاب الصحاح([7]).

والآية الكريمة مع تفسيرها والمقصود منها الصلاة على النبي وآله تعظيم لأهل البيت ، لأنها ثناء من الله تعالى على رسول الله وأهل بيته(ع)، وهذا الثناء لم يأت عبثاً أو جزافاً بل لمؤهلات وخصائص كائنة فيهم لا في غيرهم، لذا استحقوا الصلاة وحدهم، والصلاة بالصيغة المتقدمة تستلزم الشفاعة في يوم القيامة كما جاء في قول رسول الله(ص): ((من قال: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم على محمد وآل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له))([8]).

والصلاة بتلك الكيفية جعلت أهل البيت(ع) مناراً وقدوة للأمة وجعلتهم مرجعاً للناس في جميع المجالات والأبعاد ومنها المجال والبعد العلمي كحد أدنى.

ومن تكون عليه الصلاة واجبة ينبغي أن يكون التلقي منه أمراً محبباً ومرغوباً فيه، وتلقي مفاهيم العقيدة وقيم السلوك وموازين التقييم سيكون مصداقاً واقعياً للصلاة، وخصوصاً إذا كانت الصلاة واجبة ويتوقف عليها قبول الدعاء، كما ورد في أقوال العلماء وبعض أئمة الفقه.

قال الشافعي: ((من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له))([9]).

وقال الديلمي: ((الدعاء محجوب حتى يصلّى على محمد وأهل بيته))([10]). 

   

المصدر: سایت السبطین  

   

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  ـ الأحزاب :  56.

[2]  ـ زاد المسير 6: 323، مجمع البيان 8 : 578.

[3] -  روح المعاني 11: 253.

[4]  - الدر المنثور 5: 406، تفسير القرآن العظيم 3: 511.

[5]  - الدر المنثور 5: 406، ونحوه في تفسير الطبري 10: 330.

[6] - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 4: 180، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، مكتبة الأوس، المدينة المنورة.

[7] -  مسند أحمد بن حنبل 5: 96، صحيح البخاري 6: 150، البحر المحيط 8 : 502، المحرر الوجيز 13: 98، المصنف 2: 50.

[8]  ـ الدر المنثور 6: 650.

[9]  ـ فرائد السمطين 1: 135، الصواعق المحرقة: 228.

[10]  ـ الصواعق المحرقة: 227.

logo test

اتصل بنا