معطيات الغيبة المهدوية (قضية الإمام المهدي في القرآن الكريم )

flower 12

   

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذكْرِ أنّ الأرْضَ يَرِثُها عباديَ الصّالِحُون). 
وقال أيضاً: ) وَعَدَ اللّهُ الّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ في الأرْض ِ كَما اسْتَخْلَفَ الّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنّ لَهُم دِينَهُمُ الّذي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدونَنِي لا يُشْرِكُونَ بي شَيْئاً ( . [2] 
والذي يعنينا في هذا المقطع من الحديث هو الإشارة إلى الجانب المعنوي والروحي فيها، بالقدر الذي يساهم في فهم منهج الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) في بناء الجانب المعنوي للجماعة الصالحة من خلال قضية الإمام المهدي(عليه السلام). 
فإن قضية الامام المهدي(عليه السلام) من وجهة نظر أتباع أهل البيت وشيعتهم تمثـّل تجسيداً حيّاً للحقيقة التأريخية سالفة الذكر، ليس على مستوى المستقبل غير المنظور فحسب، بل على مستوى الحاضر المعاش الذي بدأ يجسّد هذا المستقبل من خلال وجوده الشريف. لأنهم يعتقدون بحياته وبولادته، وأنه يعيش الآن جميع ظروف الحاضر الصعبة التي يواجهها المسلمون، ويشاهد كل التجارب الانسانية والاجتماعية التي تمر بها البشرية ويتفاعل معها، ليحقق حكومة العدل الإلهي المطلق في مستقبل مسيرتها. 
ويعطي الاعتقاد وضوحاً في الرؤية للتأريخ الانساني، وفهماً للسنن الإلهية في التأريخ التي تحدّث عنها القرآن الكريم.

    

المصدر: سایت السبطین   

____________________________
( [2]) الاسراء: 81 .

logo test

اتصل بنا