معطيات الغيبة المهدوية (قضية الإمام المهدي وسنن التاريخ )

flower 12

   

إن الانسان المؤمن الذي يمرّ بالآلام والمعاناة والمحن قد يصيبه شيء من الشكّ، أو الغموض والابهام في مصداقية الحقائق والسنن التاريخية التي تحدّث عنها القرآن الكريم مثل: سنّة الغلبة للصالحين، أو سنّة غلبة الحق على الباطل. 
قال تعالى: ) وَقُلْ جاءَ الحَقّ وَزَهَقَ الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كان 
زَهُوقاً ( [3] . 
وقال تعالى: ) إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالّذينَ آمَنُوا في الحَياةِ الدّنْيا ويَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ ( [4] . 
وقال تعالى: ) هُو الّذي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ على الدينِ كُلّهِ ( [5] . 
ومثل سنّة الاستبدال في الجماعات الانسانية. 
قال تعالى: ) يا أيـّها الّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأتي اللّهُ بِقَوْم يُحِبّهُم وَيُحِبّونَهُ أذِلّة على المُؤمِنينَ أعزّة على الكافِرينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبيلِ اللّهِ ولا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِم ذَلكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ( [6] . 
وقال تعالى: ) وَإنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمّ لا يَكُونوا 
أمْثالَكُم ( [7] . 
ومثل سنّة الارتباط بين مجتمع التقوى ونزول الخيرات والبركات. 
قال تعالى: ) ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفَتحنا عليهم بركات من السماء والأرضِ ولكنْ كذّبوا فأخذناهمْ بما كانوا 
يكسبونَ ( [8] . 
ومثل سنّة اتجاه الفطرة الانسانية نحو التكامل والإيمان بالله تعالى. ومثل حقيقة خلافة الانسان لله تعالى، وتحدّي الملائكة في خلقة هذا الانسان. 
قال تعالى: ) وَإذْ قالَ رَبُّكَ لِلملائِكَةِ إنّي جاعِلٌ في الأرْض ِ خَلِيفةً قالُوا أتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدّماءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ قالَ إنّي أعْلَمُ ما لا تَعْلَمُون ( [9] . 
وقضية تطور الرسالات والرسالة الخاتمة. 
كل هذه السنن والحقائق قد تواجه هذا السؤال الكبير في ذهن الانسان المؤمن، عندما يرى الآلام والمحن والفحشاء قد عمّت الارض، وأن الحق والمعروف لا يعمل به، وأن الباطل لايُتناهى عنه. 
ولكن عندما يضع أمام عينيه حقيقة وجود المصلح الموعود وهو الإمام المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه)، وأنه سوف يحقق كل هذه الآمال ويجسّد مصداقية كلّ هذه الحقائق والسنن، تصبح الرؤية لديه واضحة بيّنة.

   

المصدر:  سایت السبطین

   

____________________________________
( [3]) المؤمن: 51. 
( [4]) التوبة: 33. 
( [5]) المائدة: 54. 
( [6]) محمّد: 38. 
( [7]) الأعراف: 96. 
( [8]) البقرة: 30. 
( [9]) التوبة: 14.
 

logo test

اتصل بنا