معطيات الغيبة المهدوية (معالجة الضغوط النفسية )

flower 12

إن قضية الإمام المهدي(عليه السلام) ذات أثر ايجابي في مجال العمل على معالجة الضغوط النفسية التي تتعرّض لها الجماعة الصالحة من أعدائهم، ومواجهة تفاصيل الحرب النفسية، والهجمة السياسية والاعلامية التي كان يتعرّض لها أتباع أهل البيت(عليهم السلام). 
وتلاحظ في هذا المجال ـ بالاضافة إلى الاثارات والشكوك حول مصداقية مذهب أهل البيت(عليهم السلام) والحصار السياسي والاقتصادي، والمطاردة القمعية التي كان يتعرّض لها هؤلاء الاتباع ـ قضيّتان رئيسيتان لهما تأثير نفسي سلبي قوي على الجماعة الصالحة: 
الاولى: هي قلّة عدد الجماعة في خضمّ العدد الكبير الذي كان يكوّن مجموع الامة الاسلامية، خصوصاً في عصور الأئمة أنفسهم، حيث كانت الجماعة الصالحة تعيش ضمن المجتمعات الاسلامية الواسعة، دون أن يكون لها تواجد مستقل، فكانوا يشعرون بالضيق الروحي والنفسي من هذه الناحية. 
وهذه الظاهرة النفسية تواجهها عادة الجماعات القليلة المؤمنة كافّة عبر تأريخ الرسالات الالهية، وقد عالجها القرآن الكريم في آيات عديدة عندما تحدّث عن القلّة في مثل قوله تعالى: ) وَقَليلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُور ( [13] . وقوله تعالى: ) وَما كان أكْثَرُهُم مُؤمِنين ( [14] . وقوله تعالى ) وَقَليلٌ ما هُم ( [15] . 
الثانية: الاتهام بالرفض وشقّ عصا المسلمين والخلاف مع الجماعة... إلى غير ذلك من الاتهامات، التي تحاول محاصرة الجماعة وجعلها غريبة وبعيدة عن المجتمع الاسلامي، حيث تطوّرت بعض هذه الاتهامات إلى الحكم بكفر الجماعة وانحرافها وخروجها عن الاسلام، واستحقاقها للقتل أو النفي. 
وكان أتباع أهل البيت يشعرون بالضيق النفسي الشديد بسبب هذا النوع من الاتهامات والمحاصرة. 
وقد حاول الأئمة(عليهم السلام) معالجة هاتين القضيتين، تارة بشكل مباشر من خلال معالجة هذين العنوانين، واُخرى بشكل غير مباشر، وذلك من خلال التأكيد على أن الاختبار من قبل اللّه تعالى، والاشارة إلى ما يترتب على ذلك من الأجر العظيم، أو من خلال التأكيد على وحدة مصيرهم مع أتباعهم، أو الاشارة إلى ذكرهم في القرآن الكريم. 
ونستعرض هنا بعض نماذج الروايات التي تتحدث عن ذلك: 
عن محمد بن إسحاق الثعلبي قال: سمعت جعفر بن محمد (الصادق) (عليهما السلام) يقول: «نحن خيرة اللّه من خلقه، وشيعتنا خيرة اللّه من اُمّة نبيه» [16] . 
وعن محمد بن قيس وعامر بن السمط، عن أبي جعفر (الباقر)(عليه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «يأتي يوم القيامة قوم عليهم ثياب من نور، على وجوهم نور، يعرفون بآثار السجود، يتخطّون صفّاً بعد صفّ، حتّى يصيروا بين يدي ربّ العالمين، يغبطهم النبيّون والملائكة والشهداء والصالحون، ثم قال: أولئك شيعتنا وعليٌّ إمامهم» [17] . 
وعن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمد (الصادق)(عليه السلام) وهو يقول: «نحن أهل بيت الرحمة، وبيت النعمة، وبيت البركة، ونحن في الارض بنيان، وشيعتنا عُرى الإسلام، وما كانت دعوة إبراهيم إلاّ لنا وشيعتنا، ولقد استثنى اللّه إلى يوم القيامة إلى اِبليس فقال: ) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ( » [18] . 

   

المصدر: سایت السبطین

   
___________________________
( [13]) الشعراء: 67. 
( [14]) ص: 24. 
( [15]) المجلسي، بحار الانوار 68 : 43. 
( [16]) المصدر: 68. 
( [17]) المصدر: 36. انظر مجلة رسالة الثقلين، السيد محمد باقر الحكيم، دور أهل البيت في بناء الكتلة الصالحة العدد 8، قضية الإمام المهدي بتصرف يسير. 

logo test

اتصل بنا